"الدم بيحن" .. أفراح مصرية بالفوز السعودي والتعادل التونسي
الدم بيحن .. مقولة فرضت نفسها على ألسنة الجميع بعد المشاهد التى تابعناها اليوم حينما كان يلعب المنتخب السعودي مع الأرجنتين وتونس أمام الدانمارك ، فمن تابع ما كان يحدث ويدور اليوم فى الكافيهات وأماكن تجمع جماهير الكرة اثناء مشاهدتهم للمباراتين يظن أن منتخب مصرهو من يلعب فى كأس العالم ، فالجميع كان يهتف ويصرخ وينفعل مع كل هجمة ، وكانت هناك دموع فرح مع كل هدف يسجله الأخضر السعودي .. ومع كل كانت فرصة متاحة للتهديف أمام لاعبى نسور قرطاج كانت الأهات تخرج من الحناجر المصرية متمنية أن تسفر عن أهداف .
هذا يكشف أن "الدم بيحن" لكل ماهو "قريب" للمصريين ، فهم يتضامنون ويحبون ويلتفون حول من هو شبه لهم ، مطبقين ايضا المثل القائل : أنا واخويا على ابن عمي وأنا وإبن عمى على الغريب .
الفرحة كانت طاغية فى شوارع القاهرة والمحافظات بعد الفوز الرائع للمنتخب السعودي الشقيق ، حيث خرجت بعض المسيرات وأطلقت أبواق السيارات فرحة بهذا الانتصار الكبير ، كما شوهدت الأعلام السعودية فى شوارع المهندسين والتجمع الخامس والشيخ زايد التى يوجد بها عدد كبير من الجالية السعودية ، وتفاعلت معهم الجماهير المصرية ، وكلما ظهر علما سعوديا يحرص المارة المصريون البسطاء على توجيه التهنئة لحامل العلم وكأن منتخب مصر هو من فاز بالمباراة تماما .
لم يختلف الحال كثيرا بعد مباراة تونس والدنمارك التى احتبست فيها الأنفاس منذ بايتها وحتى نهايتها .. وتنفس الجميع الصعداء بعد التعادل الذى وصفه البعض بأنه بطعم الفوز .
على أحد الكافيهات بمنطقة الشيخ زايد التى تحولت مولاتها إلى ساحة كبيرة لمشاهدة مباريات المونديال .. قال حازم محمد طالب بكلية الهندسة : لم أصدق عيوني وأنا أري منتخب السعودية وهو يفوز على الارجنتين فى وجود ميسي ، فهذه النتيجة لا يتوقعها أشد المتفائلين بالمنتخب السعودي ، الانتصار السعودي اسعدني بشدة وفرحت به وكذلك زملائى الذين انقلبوا من تشجيع ميسي ورفاقه إلى تشجيع الأخضر السعودي .
وقال هشام منصور محاسب بأحد البنوك : ماحققه المنتخب السعودي يعد اعجازا ، وقدم اللاعبون السعوديون درسا فى الكفاح والطموح ، وفالشوط الاول كان أرجنتينيا خالصا ، ولكن تحول الوضع لصالح الأخضر ، وقد صرخت فرحة بكل هدف سجله لاعبو السعودية .
وعلى أحدى مقاهي وسط البلد بالقاهرة قال اشرف إبراهيم صاحب ورشة ومطبعة : انتصارالسعودية وتعادل تونس أسعدنى جدا ، وقد انفعلت كثيرا ، وكان الجميع من حولى يتبادل التهاني ، وظللنا نتحدث كثيرا عن المباراة السعويدة حتى جاءت مباراة تونس التى تابعناها بشغف كبير ، وتمنينا أن تخرج بنتيجة فوز ، ولكن النقطة التونسية ثمينة جدا وهو يواجه منتخب الدانمارك القوي .
فرحة المصريين بانتصار اشقائها العرب يؤكد مجددا أن "الدم بيحن" وأن الشعوب العربية أمة واحد ونسيج واحد .. ومصر الكبيرة تفرح باشقائها المقربين .